وأن تكتب قصتها بيديها، بحروف من عزيمة وصبر. بدأت رحلتها الرياضية خلف الكواليس، بعيدًا عن أعين عائلتها، ووسط تحديات نفسية واجتماعية صعبة. لكنها اليوم تقف بثقة، ليست كرياضية فقط، بل كمدرّبة وناشطة تعمل على تمكين الفتيات وتغيير المفاهيم.
في حديث مؤثّر لموقع بانيت وقناة هلا، روت كرامة تفاصيل البدايات الخفية، الصدمة الأولى، والمواجهة التي تحوّلت إلى دعم، كما تحدّثت عن شغفها بتعليم الأطفال منذ سن مبكرة، وفتح المجال أمام ذوي الهمم، وتدريبها لفتيات صغيرات تحلمن بأن يصبحن مدرّبات.
قالت كرامة العطاونة في مستهل حديثها لموقع بانيت وقناة هلا معرفة عن نفسها: "أنا كرامة العطاونة من بيت كاحل، من قرى الخليل. والدي أصله من بيت كاحل، من قرى الخليل. فبدأت مسيرتي كالآتي: كان مجتمعنا مشدّدًا ومقيّدًا، فالأنثى ليست كالذكر، ولا تُتاح لها الأمور المتاحة للذكر، فكانت هناك صعوبات كثيرة نفسية ومعنوية، وكان هناك إحباط من المجتمع، حتى من المحيط القريب والبيئة المحيطة. فبدأت أتخطى الأمور شيئًا فشيئًا، وبدأت أستمر. دخلتُ إلى الكاراتيه من دون أن يعلم أحد من أهلي، ووصلت إلى الحزام البرتقالي، على أساس أنني أتعلم في مجال يخص الفنون. لا أستطيع أن أترك المجتمع يتحكّم بي، لأنني أمثّل نفسي، وأعيش لنفسي، لا للمجتمع ولا للعالم".
ومضت قائلة: "مدة العمل في الخفاء استمرت لمدة أربعة أشهر، إلى أن جاء يوم من الأيام، فقدني فيه والدي، وكان هناك بطولة في النادي، وكنت على وشك الحصول على الحزام البرتقالي. وعندما دخل النادي، شعرتُ بتوتر كبير، فقط لمجرد أنني رأيت والدي، وكيف ستكون ردة فعله. لكن الأستاذ يوسف استقبله أفضل استقبال، وساندني في تلك الفترة، وسألني إن كنت أحب هذا الشيء، وقال لي: "استمري". وقد توفي والدي لاحقًا".
"اقبال رائع"
وأشارت كرامة الى "أن الإقبال على رياضة الكراتيه رائع، أستقبل طلابًا من عمر ثلاث سنوات. فقد كسرتُ كل القيود والآراء التي تقول إن هذا الجيل من الصعب تعليمه. بدأتُ أستقبلهم وأدرّب من لديهم متلازمة داون وطيف التوحّد، وبدأت أيضًا مع من لديهم بعض الإعاقات ومن فئة ذوي الهمم، وقد كسرنا العديد من القيود. هدفي هو نشر الرياضة بين الفتيات، واليوم لديّ ثلاث مدربات من جيل صغير، وأقوم بدعمهن من جميع النواحي".
"الطموح سيكون في أن أُخرج جيلاً من المدربات القويات"
واختتمت قائلة: " الطموح سيكون في أن أُخرج جيلاً من المدربات القويات، اللواتي يواجهن الصعوبات ويكسرن القيود. أعلم أن في كل بيت فتيات يرغبن في التدريب، لكن هناك عوائق كثيرة تمنع ذلك، ومع ذلك أقول لكل واحدة منهن: لا تستسلمي، وانضمي الى عالم الرياضة".