logo

‘قلة ثقة وحواجز لغوية‘.. تعرّفوا على الرجل الذي يساعد الناس بمعرفة حقوقهم وعدم التفريط بها

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
18-05-2025 15:08:50 اخر تحديث: 27-05-2025 13:09:12

الأخصائي الاجتماعي المجتمعي والمحاضر والمستشار في اقتصاد الأسرة، الأستاذ محمود أبو سنينة، من سكان بيت حنينا، يعتبر أحد الأصوات المهنية البارزة في قضايا المجتمع والأسرة، حيث يتمتع أبو سنينة بخبرة طويلة في توعية الأفراد وتمكينهم من فهم التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة في ظل المتغيرات الحالية.

يقول أبو سنينة في حديث ادلى به لموقع بانيت وقناة هلا عن بداياته في مجال العمل الاجتماعي: "في فترة معينة، لم أكن أعرف الكثير عن الحقوق الاجتماعية، وقررت أن أبدأ بالتطوع في هذا المجال. بحثت عن أماكن أستطيع من خلالها أن أقدم شيئًا، وانتهى بي المطاف في مكتب الرفاه الاجتماعي في بيت حنينا. هناك اكتشفت حجم التغيير الذي يمكن أن يحدثه مجرد تعبئة نموذج ومساعدة عائلة في تقديم طلب للتأمين الوطني. من هنا بدأت رحلتي في عالم الخدمة الاجتماعية."

فجوة ثقة ومحدودية معرفة بالحقوق

أشار أبو سنينة إلى "وجود فجوة واضحة في القدس الشرقية بين المؤسسات والسكان، تعود لأسباب عدة، منها الحواجز اللغوية، وقلة الثقة بالمؤسسات الرسمية، مما يؤدي إلى عزوف الكثيرين عن المطالبة بحقوقهم. للأسف، الكثير من الناس لا يعرفون حقوقهم، وهذا ما يجعل التوجيه والإرشاد أمرًا أساسيًا في عملنا اليومي، خصوصًا في الفترات الحرجة مثل فترة جائحة كورونا، حيث كان لدورنا كعاملين اجتماعيين دور حيوي في دعم الأسر."

"كثير من العائلات تفتقر للمهارات والتوجيه الاقتصادي"

تطرّق أبو سنينة إلى "مفهوم "مثلث المسؤولية"، الذي يربط بين الأسرة، سوق العمل، والدولة، مشيرًا إلى أن كثيرًا من العائلات تفتقر للمهارات والتوجيه الاقتصادي السليم، ما يجعلها عُرضة للأزمات المالية. ففي كثير من الحالات، استشارة واحدة يمكن أن تغيّر مسار حياة عائلة بأكملها، وتساعدها على تجاوز أزمة أو بناء مستقبل اقتصادي أفضل."

"اقبال كبير"

من المبادرات التي تحدث عنها، كان معرض الحقوق والخدمات، الذي أقيم في بيت حنينا مؤخرًا، حيث قال: "فكرة المعرض كانت بسيطة وهي جمع المؤسسات الحكومية في مكان واحد، ودعوة الأهالي للتعرف على خدماتها. وقد استقبل المعرض أكثر من 700 شخص، وهذا رقم كبير يدل على حاجة الناس للتوجيه." وأكد أبو سنينة أن العمل المجتمعي هو المحور الأساسي للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، قائلاً: "لسنا دائمًا نتلقى الدعم المؤسسي، ولكننا نحصل على دعم الناس وثقتهم، وهذا أمر بالغ الأهمية. الثقة المتبادلة بيننا وبين الأهالي تجعلنا قادرين على بناء شراكات، وتحقيق نتائج ملموسة."

كما شدّد على "أهمية تمثيل المجتمع العربي في مراكز صنع القرار، معتبرًا أن التقدم الحقيقي لا يمكن أن يحدث من دون أن يكون لأبناء المجتمع دور فعال ومباشر في السياسات التي تمس حياتهم".

"الاسرة تغمرها المخاوف من المستقبل"

وفي ختام حديثه، تطرق أبو سنينة إلى تأثير الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وغلاء المعيشة على العائلات العربية في القدس. "الأسرة اليوم تعيش من يوم إلى يوم، تغمرها المخاوف من المستقبل، وتلجأ للديون سواء من البنوك أو بطاقات الائتمان لتغطية الاحتياجات الأساسية. الغلاء أصبح يمس كل شيء، من ربطة الخبز حتى اللوازم المدرسية."