توزعت المنافسات في المسابقة على جولات متعددة حسب الفئات العمرية، وأظهر المشاركون قدرات لافتة في التخطيط والتفكير الاستراتيجي، وسط أجواء طغى عليها التشجيع المتبادل والانضباط.
وقال أيمن شلاعطة، والد طالب مشارك في المسابقة في حديث ادلى به لموقع بانيت وقناة هلا: "تلقيت رسالة من مربية الصف، وكذلك معلمو ابني في مدرسة الموهوبين في عبلين شجعوه على المشاركة في لعبة الشطرنج. يتم تعليم الشطرنج بطرق متعددة تحمل في طياتها قيماً، وتُسهم في تطوير تفكير الطالب وتنمية قدراته، كما تُعرّفه على آليات جديدة لتوسيع التفكير. الشطرنج غيّر شيئًا في ابني؛ فقد أصبح أكثر تركيزًا، وبدأ يعمل على تطوير نفسه، بدلاً من قضاء الوقت أمام شاشات التلفاز والهواتف. شعرت بأن اللعبة جذبته".
وأردف قائلا : "التحضيرات للمسابقة كانت عادية، وكان يتدرب في المدرسة ومعي. أشجّع كل طالب على المشاركة في جميع الفعاليات التي تُقام، حتى لو لم يحالفه الحظ، فالمهم هو تقبّل الربح والخسارة."
"مسابقة الشطرنج تُقام للسنة الثالثة على التوالي"
من جانبها، قالت ميسون أبو ريا، مديرة المركز الجماهيري في سخنين: "مسابقة الشطرنج تُقام للسنة الثالثة على التوالي، بمشاركة مجموعات من خارج البلدة. هذا العام لدينا حوالي 150 طالبًا من جيل البستان وحتى المرحلة الإعدادية. يشاركون في مسابقة هدفها التدرب على المهارات التي عملوا عليها خلال الدورات، كما نعزز لديهم المهارات الذهنية ونُطوّرها، ونرسّخ التفكير والصبر والتحلي بالتفكير الذاتي. هم اليوم هنا لنشاهد ثمرة الدورات التي تعلموها خلال السنة. تفاعل الأهالي والأطفال مع المسابقة كبير، فهي تأتي ضمن مشروع واسع يهدف إلى تقليص الفجوات بين الأطفال، ولهذا نلاحظ اهتمام الأهالي بإدخال أولادهم إلى الدورات خلال السنة، وعند إقامة مسابقة يصبح لديهم حماس واهتمام أكبر."
"المشاركة مفيدة للأولاد"
من ناحيته، قال عمار طوافرة من حيفا، والد أحد المشاركين: "بصراحة، سمعنا عن الدورة من المدرسة، وقيل لنا إن هناك مسابقة، فأحببنا أن نشارك، خاصة في مجال الشطرنج. المشاركة مفيدة للأولاد. هناك تطور واضح في تعليم الشطرنج، وقد تفاجأت من عدد المشاركين هنا. قبل عدة سنوات كان العدد أقل بكثير، ومن المهم أن نستمر في تشجيع هذا المجال أكثر فأكثر."
"هناك تفاعل جميل جدًا"
بدورها، قالت سحر قسوم، مرشدة شطرنج: "بصراحة، أنظم كل عام مسابقة لطلاب المدارس، وهذه السنة أحببنا أن نتوسّع أكثر، فدعونا طلابًا ومرشدين من خارج سخنين للمشاركة. هكذا نظّمنا المسابقة. هناك تفاعل جميل جدًا، وإقبال كبير على لعبة الشطرنج في المراكز والمدارس والمعاهد، فالجميع يدرك أنها لعبة راقية وتمثل نهجًا وأسلوب حياة. من يمارسها يكتسب مهارات جميلة جدًا، ومهارات حياتية، كما تُرسّخ لديه أنماط تفكير ضرورية يحتاجها في حياته."
"الطلب عليها في ازدياد"
أما ياسمين خلايلة، مركّزة في المركز الجماهيري في سخنين، فقالت: "ليست هذه المرة الأولى التي ننظّم فيها المسابقة، فكل سنة نقيم دورة شطرنج. في البداية يكون الطلاب في مجموعة المبتدئين، ثم ينتقلون إلى المتقدّمين. هذا العام افتتحنا دورة للأطفال والأهالي، وكما في كل عام، ننظّم في مثل هذه الأيام مسابقة، ودعونا مشاركين من خارج سخنين. حماس الأهالي أكبر أحيانًا من حماس الأولاد، ولكن الشطرنج بدأت تأخذ حقها كما يجب، والطلب عليها في ازدياد، وهذا أمر مشجع جدًا. من المهم إبعاد الطلاب عن الشاشات والتقليل من العنف، فالشطرنج تعلّم التسامح وتقبّل الآخر، وهي تحمل في طياتها قيماً إيجابية."