logo

الحرب التي لا تُغطّيها الكاميرات.. ارتفاع حاد في شراء الأدوية المهدئة والمنومة: ‘الوضع العام ترك أثرًا نفسيًا سلبيًا كبيرًا على الناس‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
24-06-2025 17:41:53 اخر تحديث: 25-06-2025 17:35:34

أظهرت معطيات نشرها صندوق المرضى "مكابي" ارتفاعا حادا بنسبة 45% في شراء الجمهور أدوية مهدئة وأخرى للنوم، والتي لا يتطلب الحصول عليها وصفة من طبيب، في ظل الحرب بين ايران وإسرائيل. ويتضح بان الجمهور

واجه في الأيام الأخيرة، حربا من نوع آخر، لا تُغطّيها الكاميرات، لكن آثارها واضحة في سلوك ازداد انتشارًا بصمت في الوقت الذي كانت تتصدر أصوات الانفجارات وصفارات الإنذار المشهد اليومي. 

وقالت الصيدلانية رشا سليمان - صاحبة صيدلية سيتي فارم الناصرة في حديث لموقع بانيت وقناة هلا: "لمسنا زيادة واضحة في الإقبال على الأدوية المهدئة والمنومة. الوضع العام ترك أثرًا نفسيًا سلبيًا كبيرًا على الناس: توتر، أرق، نوبات هلع، واضطرابات نفسية عامة. الصورة غير الواضحة للأحداث زادت من القلق، وكثيرون شعروا بأنهم بحاجة إلى دعم دوائي للتعامل مع هذه الضغوط".

"هناك نوعان من الأدوية"

وأوضحت سليمان "هناك نوعان من الأدوية: الأدوية الكيميائية - تُعطى بوصفة طبية فقط، وتعمل مباشرة على الدماغ، حيث تقلل من هرمون التوتر وتزيد من هرمونات السعادة والراحة. تُستخدم لعلاج اضطرابات نفسية، ويجب تناولها تحت إشراف طبي، خاصة لأنها قد تسبب الاعتياد، وتحتاج لبروتوكول واضح في بدء العلاج وإيقافه. ثانياً المكملات الغذائية - يمكن شراؤها دون وصفة طبية، وهي مصنوعة من مواد طبيعية. تعمل بشكل مشابه في تخفيف التوتر والقلق، لكنها لا تؤثر مباشرة على الدماغ ولا تسبب الإدمان. قد تستغرق وقتًا أطول حتى يظهر مفعولها، لكنها خيار آمن خلال الفترات العابرة من التوتر والقلق".

وتابعت سليمان: "في حالات نادرة، قد يُعطى الدواء الكيميائي للأطفال فوق سن 12 عامًا، لكن فقط بعد تشخيص واضح من طبيب نفسي. أما غالبية الحالات التي نراها الآن، فهي ردود فعل طبيعية لأحداث مؤقتة، ولا تتطلب تدخلًا دوائيًا قويًا، إلا إذا تطورت إلى نوبات هلع شديدة، أو أعراض اكتئاب وسلوكيات سلبية".

" نحن نعيش منذ سنوات في بيئة مليئة بالضغوط"

واختتمت سليمان حديثها بالقول: "نحن نعيش منذ سنوات في بيئة مليئة بالضغوط، والإحصائيات تُظهر أن شعبنا من أكثر الشعوب معاناة من التوتر النفسي. لذلك، نصيحتي للجميع: استمعوا لأجسادكم، وإذا شعرتم بردود فعل غير طبيعية، لا تترددوا في استشارة مختص نفسي أو طبي، ولا تتناولوا أدوية بناءً على نصائح غير مهنية".