logo

‘ زياد الرّحباني .. تركتَ في نفوسِنا جُرحًا وبصماتٍ ‘ - بقلم : زهير دعيم

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
02-08-2025 10:15:07 اخر تحديث: 03-08-2025 04:44:54

يوم السبت السادس والعشرين من تمّوز 2025 سكت البيانو في زاوية الغرفة... وخرس المزمار ، ونام اللحن الجميل على كتف حزين ، وتوقّف الحوار مع العقل والعاطفة معًا.

زهير دعيم - صورة شخصية

فقد رحل زياد الرّحبانيّ.

رحل صاحب النَفَس المختلف، العاصف حينًا والعاقل احيانًا كثيرة .

الناقد بجرأة، والعاشق للكلمة وللحن الطائر في فضاء الاكوان.

الساخر من وجع وطن، والمُعرّي لزيف زمن أبى الّا ان يحطّ فوق لبنان والشّرق .

كان ابن فيروز... نعم ، وكان ابن عاصي الرّحبانيّ الموسيقار العظيم .... نعم .

ولكنّه كان زيادًا بكيانه وبفنّه وبموسيقاه وبتمرّده، وبحرفه الذي يجرحُ لينزفَ صِدقًا وجرأةً ، وبلحنه الذي لا يُشبه أحدًا حتى نفسه .

زياد لبنان والشرق الجريح ، أذكر بعض دررك المتلألئة :

   " عندما أرسلوني يومًا الى المدرسة وكنتُ انتظر ساعة الرجوع ، علّموني أن أحكي مع الله صديقي "

 " ليتهم يعرفون أنّ لحظة العمر الأخيرة ، قد تنزل علينا وتأخذنا ونحن نتخاصم " .

 فنحن- يا نجم الشرق - لا نريد رحيلك ، ونبكي افتقادك ونتوجّع لصعودك الى السماء. علمًا أنَّ السماء وجوقاتها فرحةٌ بك .

ولكنّ رحيلك قد صار وحدثَ فعلًا ، واصبح صمتك الآن أعلى من كل موسيقى.

 نم بسلام في حضن ربّ المجد

نم بسلامٍ على كتف الرَّحبانيَّات، وبرفقة من صنعوا ذاكرة الأغنية الشرقية والغربية عاصي ومنصور والياس .

نم فستبقى ذكراك الجميلة في حضن الفيروزة حنجرة السماء.

وإن سألونا بعد اليوم ماذا خسرنا؟

سنقول : خسرنا من كان يضع الحقيقة في قالب موسيقيّ جميل ، ويغرّد على قمم الجبال موسيقى الاصالة والحياة ،

ويتركنا نبكي... ونضحك... ونفكر.

سلامٌ على روحك،

يا من صعدت... تاركًا لنا شيئًا منك في كل وتر،

وكل كلمة صدحَ بها قلبك قبل صوتك .

وتعازينا الحارة لأمّ الفنّ الأصيل وامبراطورة الغناء على مدى الأجيال فيروز ، امّك الحنون التي سيتفطّر قلبها الجميل حزنًا عليك.

 نمْ يا غالي ؛ نم يا لحن الالحان ونغم المجد الأصيل .

 فأنت في رحابِ ربّ المجد ، وفي قلوبنا في الجليل – جليل الربّ.

لروحك الف سلام