logo

‘حين يصبح الطفل ضحية مجتمع مهمل‘.. عاملة اجتماعية تكشف خفايا العنف وجذور الإجرام

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
08-09-2025 14:00:57 اخر تحديث: 09-09-2025 12:53:27

تُعدّ قضيّة الإجرام والعنف من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع، حيث تؤثّر بشكل مباشر على الأمان الشخصي والاستقرار المجتمعي. الأطفال والأبناء هم من أكثر الفئات تأثّرًا، إذ يعيشون في بيئة مشحونة بالخوف والقلق،

مما قد ينعكس سلبًا على نموّهم النفسي والاجتماعي. كما يعاني بعض الأهالي من ضغط نفسي دائم نتيجة القلق على سلامة أسرهم ومستقبل أبنائهم . للحديث عن هذا الموضوع، استضافت قناة هلا ربى سليمان عاملة اجتماعية ومبادرة نسائية من شفاعمرو .

"افتقاد الأمان بكل أنواعه"

وقالت ربى سليمان في حديثها لموقع بانيت وقناة هلا: "افتقاد الأمان بكل أنواعه – الأم، الأب، الطفل، المسن، المسنة، المعلم، المعلمة، الطبيب، الطبيبة – اليوم كلنا نفتقد الأمان، وهي الحاجة الثانية التي يحتاجها الإنسان ليكمل حياته بشكل طبيعي. وغيابه سيؤثر على تقدمنا كأفراد وكمجتمع."

وأضافت: "آفة العنف آفة تجذرت في مجتمعنا. نحن نستيقظ وننام على أخبار عنيفة، ونقول: إلى أين نحن ذاهبون؟ علينا أن نفحص نفسياتنا حين نسمع هذه الأمور. عندما أفتح منصات التواصل وأجد حالة حرب، عنف، محاولة قتل، وأسأل نفسي: ماذا أشعر الآن؟ هناك أشخاص يشعرون بالغضب تجاه الآخر. يجب أن يدرك الفرد مشاعره تجاه الخبر وردود فعله."

نشر الأخبار وتأثيرها النفسي والاجتماعي

وأشارت سليمان إلى أن "ليس كل شخص يجب أن ينشر الأخبار؛ فقط المؤسسات الرسمية. لكن اليوم كل شخص صار ينشر الخبر، وهذا يؤثر على عائلات القتيل، لأن الخبر يُنشر بطريقة غير صادقة ولا تدعم أهل الفقيد. يجب الانتباه لما ننشره وردود أفعالنا تجاه النشر. يجب أن نتحلى بالرحمة في أقوالنا وأفعالنا عند النشر. فعندما يصل خبر القتيل لعائلته بصورة مؤلمة وغير مهنية، يكون التأثير مضاعفًا، مقارنةً لو شخص مهني توجه إليهم وأبلغهم بالحادث وامتلك أدوات للتعامل مع الحدث. ودورنا كمجتمع هو ألا ننشر أي خبر قبل التحقق من مصداقيته، وأن ننتبه لكلماتنا ونكون حذرين ورحيمين مع بعض."

وتطرقت ربى سليمان أيضًا إلى العنف الإلكتروني، وقالت: "عندما نستخدم الأداة الإلكترونية لجرح الآخر أو نُظهر أننا أول من سمع الخبر، فهذا شكل من أشكال العنف. كما ان العنف المستشري بالمجتمع تراكم على مدار سنوات سابقة، شهدت عنفا نفسيا وجسديا تجاه شبان كانوا أطفالاً. لم يتم التعامل معهم بطريقة سليمة وسوية، واليوم هم أيضًا ضحايا."

وقدّمت مثالاً من عملها، فقالت: "أحد الشبان الذين عملت معهم في مجال التأهيل، سألته: لماذا وصلت إلى هذه المرحلة؟ قال لي: ‘لأني أريد أن آخذ حقي من المجتمع، لقد تعذبت وتم إهمالي من قبل المجتمع’."

العائلات المتضررة من العنف ودور الأخصائيين الاجتماعيين

وحول دور العاملين الاجتماعيين في التعامل مع ضحايا العنف، أوضحت سليمان "انه يتم من خلال تقديم الدعم النفسي من خلال أدوات وآليات خاصة، ومتابعة مستمرة في هذا المجال. وأشارت إلى أن هناك ورشات عديدة تقام، لكنها لا تكفي. الحضور داخل المدارس، وتدريب الطواقم المدرسية على فهم أشكال العنف، وبناء خطة عمل مشتركة مع كل المؤسسات".